كورونا لبنان أمام نموذج أخطر من النموذجين الإسباني والإيطالي
عراجي لـ "أحوال": التقدّم العلمي في العلاج جنّب لبنان كارثة كبرى
يواصل ملف كورونا تصدرّه قائمة الملفّات العالميّة، بالتزامن مع بدء موسم الأنفلونزا الموسميّة، واضطّرار عدد كبير من البلدان، الى رفع درجات التّعبئة، وصولاً الى إغلاق بعض المدن والمناطق، إستباقاً لإغلاقٍ تامٍ، قد يصبح قسرياٍ في عددٍ من البلدان، في حال استمرّت الزيادة الملحوظة في أعداد المصابين.
لبنان على خطى إسبانيا وإيطاليا، لا بل قد نصل الى نموذج أسوأ من البلدين، بحسب تحذيرات رئيس لجنة الصحّة النيابيّة النائب الدكتور عاصم عراجي الذي شدّد على “وجوب إعلان حالة طوارئ صحيّة في البلد”.
“أحوال” إستفسر من عراجي عن حقيقة مخاوفه، وسأله عن الفارق بين النموذجين الايطالي والإسباني، والوضع الصحي وتفشي وباء كورونا في لبنان.
عراجي أشار الى أنّ “النموذجين يؤشّران إلى وضع يستدعي الحذر، ففي إسبانيا وايطاليا تسارعت الأمور، حتى وصل البلدان الى مرحلة عجزت فيها المستشفيات، عن إستقبال المرضى، مع الإشارة الى أن الإمكانيات الطبيّة في البلدين ، ولا سيّما في إيطاليا، متقدمّة عن الوضع في لبنان، فضلاً عن دعم الإتحاد الأوروبي لها، ومساعدة الصين لها في بداية تفشي الوباء”.
وتابع عراجي “الوضع في لبنان سيّء جدّا، وكان يمكن أن يكون أكثر سوءاً لولا التقدّم العلمي الذي حصل في علاج أعراض كورونا، وأتاح لنا تجنيب حاجة بعض الحالات الى جهاز تنفّس، إذ لم يكن من ضمن البروتوكول العلاجي المعتمد في لبنان إستخدام مسيّل الدّم، ولم نكن نعرف دور الكورتيزون في العلاج، حيث تبيّن أنّ ضيق التنفّس ناجم عن تجلّطات في الروايا، وإحتقان منطقة التبادل التّنفسي بين الاوكسيجين وثاني أكسيد الكربون، وبعد اعتماد المسيّل والكورتيزون، نجحنا في علاج عدد لا بأس به من المرضى”.
وأضاف “أعتقد أنّ العناية الالهيّة تدخلّت في لبنان حتى اللحظة، لتجنبّه تطوّرات كارثيّة، في ظلّ عدم توفّر بعض الأدوية والمستلزمات الطبيّة”.
وحول مسار تفشّي الفيروس في لبنان واحتوائه، لفت عراجي الى أنّ “85 % من الإصابات في لبنان هي إصابات خفيفة تتعافى ولا يترك الفيروس أثر عليهم، فيما 15 % يصابون بتصلّب بالروايا، أي تعطّل الحركة المطاطيّة للروايا، ويترك أثرا سلبيّاً عند المصابين، ويؤثّر على إنتظام الضغط وعلى عمل القلب.”.
ونفى عراجي أن يكون لبنان حتى اللحظة سجّل غياباً نهائياً لحاسّتي الشّم والتذوّق عند أي من المصابين، الذين يستعيدون هاتين الحاسّتين بعد فترة”.
وشدّد على “وجوب التّعاطي المسؤول من شرائح المجتمع كافّة لمنع تدهور الوضع الصحّي في لبنان مع بدء موسم الانفلونزا، وأن تكون المهمّة الأساس بعد الحفاظ على صحّتهم وصحّة أهلهم ومجتمعهم، الحفاظ على صحّة الكادر الطبّي المولج بعلاجهم، لا سيّما أن لدينا أكثر من 1250 إصابة في الجسم الطبي من شهر شباط، وفي حال شهدنا انهيارا في القطاع الطبّي، سنكون أمام إنهيار تامّ في المجتمع، وسنصل الى نقطة حساسّة وخطرة جدّاً”.
وختاما قال عراجي “مع بدء موسم الانفلونزا يجب على كل من يصاب بالزكام والرشح أن يلتزم المنزل ويخضع لفترة حجر ذاتيّة، لمراقبة حالته، يما يتيح تمييزها عن الكورونا، منعاً لمزيد من الإرهاق في القطاع الطبي”.
إبراهيم درويش